الأحد، 19 نوفمبر 2017

ثلاثة آراء حول الرسائل متعددة الوسائط



ثلاثة آراء حول الرسائل متعددة الوسائط:

يمكن النظر إلى اصطلاح "الوسائط المتعددة" بثلاثة أوجه:
الوجه المستند إلى الوسائل المستخدمة لتقديم الرسالة التعليمية (أي وسائل تقديم المعلومات) أو إلى أشكال التمثيل المستخدمة لعرض الرسالة التعليمية.
أي اساليب العرض أو إلى الأجهزة الحسية التي يستخدمها المتعلم لتلقي الرسالة التعليمية أي الأجهزة الحسية.
الرأي الخاص بوسائل تقديم المعلومات:
إن الوجه الأكثر وضوحاً هو أن الوسائط المتعددة تعني عرض المادة باستخدام وسيلتي تقديم أو أكثر من وسيلتين. ويكون التركيز هنا على النظام المادي المستخدم لتقديم المعلومات، مثل شاشات الحاسوب، مكبرات الصوت، أجهزة الاسقاط، مسجلات الفيديو، السبورة الجدارية، حنجرة الانسان.
وكمثال على ذلك، وفي الوسائط المتعددة التي تعتمد على الحاسوب تعرض المادة بواسطة الشاشة ومكبرات الصوت. ويمكن تجزئة هذه الأدوات إلى أجزاء أصغر وأصغر، وذلك بتعريف كل نافذة من نوافذ شاشة الحاسوب كوسيلة تقديم منفصلة، وكل قناة صوتية تصدر عن مكبرات الصوت كوسيلة تقديم مستقلة أيضاً. وفي الوسائط المتعددة التي تعتمد على المحاضرات يمكن عرض المادة بواسطة جهاز إسقاط يعرض صوراً على شاشة وبواسطة صوت المحاضر. وإذا تشددنا في تفسير الرأي الخاص بوسائل تقديم المعلومات فإن الكتاب المدرسي لا يعتبر متعدد الوسائط لأن وسيلة العرض الوحيدة فيه هي الحبر المطبوع على الورق.
ماهي مآخذ هذه النظرة إلى الوسائط المتعددة؟ من الناحية التقنية تعتبر هذه النظرية هي الأكثر دقة لأنها تركز على الوسيلة المستخدمة لعرض المعلومات، ولكنها من الناحية النفسية تشوش الموضوع أكثر مما توضحه. فالتركيز هنا يقع على الأجهزة المستخدمة لعرض المعلومات لا على طريقة تعلم الأشخاص. وبالاختصار، أنني أرفض الرأي الخاص بوسائل تقديم المعلومات لأنه يركز على التقانات أكثر من تركيزه على المتعلمين.
الرأي الخاص بأساليب العرض:
الوجه الثاني هو أن الوسائط المتعددة تعني عرض المادة باستخدام طريقة عرض أو أكثر. فالتركيز هنا يقع على طريقة تمثيل المادة، كاستخدام الكلمات والصور في ذلك. وعلى سبيل المثال في الوسائط المتعددة المعتمدة على الحاسوب يمكن عرض المادة لفظياً كنص مرئي على الشاشة أو بسردها بشكل مسموع وتصويرياً بشكل برسوم ثابتة أو متحركة..
وفي الوسائط المتعددة المعتمدة على المحاضرات يمكن عرض المادة لفظياً بشكل محاضرة وتصويرياً بعرض رسوم باستخدام جهاز إسقاط أو بالفيديو. وفي الكتاب المدرسي يمكن عرض المادة لفظياً كنص مطبوع وتصويرياً كرسوم ثابتة.
يركز هذا الرأي على المتعلم، هذا إذا افترضنا أن المتعلمين قادرون على استخدام أنظمة ترميز متعددة لتمثيل المعرفة، مثلا التمثلات اللفظية والتصويرية للمعرفة. وعلى الرغم من أن الحكمة التقليدية تقول بإمكان تحويل الصورة إلى كلمات والعكس بالعكس، إلا أن الابحاث المجراة على التمثلات الذهنية تشير إلى أن الطرق اللفظية لتمثيل المعرفة قد تختلف نوعياً عن الطرق التصويرية لتمثيلها.
وبالاختصار فإن الرأي الخاص بأساليب العرض ينسجم مع النظرة المعرفية للتعلم التي تفترض أن لدى الانسان قناتين منفصلتين لمعالجة المعلومات إحداهما للمعرفة اللفظية والأخرى للمعرفة التصويرية، تمثل نظرية الترميز المزدوج لبايفيو لعام 1986م الدليل الثابت نظرياً وتجريبياً لهذه الفكرة.
الرأي الخاص بالأجهزة الحسية:
يتخذ الوجه الثالث منحى مختلفاً نوعاً ما مع أنه يركز أيضاً على المتعلم. فحسب الوجه الخاص بالأجهزة الحسية فإن الوسائط المتعددة تعني اشتراك حاستين أو أكثر لدى المتعلم في عملية التعلم. وبدلاً من التركيز على الرموز المستخدمة لتمثيل المعرفة في أنظمة معالجة المعلومات لدى المتعلم، فإن الوجه الخاص بالأجهزة الحسية يركز على الحواس التي يستخدمها المتعلم لاستيعاب المادة القادمة إليه أي العينين والأذنين. وعلى سبيل المثال وفي الوسائط المتعددة الحاسوبية يمكن إدراك الرسوم المتحركة بصرياً ويمكن إدراك السرد سماعياً. وفي المحاضرات تتولى القناة السمعية معالجة صوت المحاضر كما تتولى القناة البصرية معالجة الصور المعروضة بواسطة جهاز الاسقاط. وفي الكتب المدرسية تتم معالجة النص المكتوب والرسومات البصرية مبدئياً على الأقل.
يركز هذا الرأي على المتعلم لأنه يأخذ بالحسبان النشاط الذي يقوم به المتعلم لمعالجة المعلومات. وبخلاف الرأي الخاص بأشكال العرض فأن الرأي الخاص بالأجهزة الحسية يقول أن الوسائط المتعددة تتضمن عرض مادة تعالج بصرياً وسمعياَ. وهذا التفريق يستند إلى فكرة أن الانسان يعالج كلاً من الانطباعات البصرية والأصوات بطرق نوعية مختلفة. وبالاختصار فإن الرأي الخاص بالأجهزة الحسية ينسجم مع نظرية معرفية للتعلم تفترض بأن لدى الانسان قناتين مستقلتين لمعالجة المعلومات: المعالجة البصرية والمعالجة السمعية.
يمثل نموذج (بادلي لعام 1992م) للذاكرة العاملة الدليل الثابت نظرياً وتجريبياً لهذه الفكرة.
يلخص الجدول (1-1) الفروقات بين هذه الآراء الثلاثة. وبالاختصار فأنني أرفض الرأي الخاص بوسائل التقديم لأنه يركز على التقانات لا على المتعلم.
أما الرأيان الخاصان بأساليب العرض والأجهزة الحسية فإنها يركزان على نظام معالجة المعلومات لدى المتعلم ويفترضان أن الانسان يعالج المعلومات بأكثر من قناة واحدة وهذا ما أدعوه بافتراض القناة المزدوجة. ولكن هذين الرأيين يختلفان في مفهومهما عن طبيعة القتاتين.
فالرأي الخاص بأساليب العرض يميز بين نظامين منفصلين لمعالجة المعرفة اللفظية والمعرفة التصويرية، في حين أن الرأي الخاص بالأجهزة الحسية يميز بين نظامين منفصلين للمعالجة السمعية والمعالجة البصرية (أي لمعالجة الاصوات والانطباعات البصرية). وعلى الرأي الخاص بأساليب العرض أي أن الوسائط المتعددة تعني العروض التي تستخدم الكلمات والصور، إلا أنني أيضاً أعتمد على الرأي الخاص بالأجهزة الحسية أي أن الوسائط المتعددة تعني العروض باستخدام مادة سمعية وبصرية لتجسيد مفهوم القناة المزدوجة في نظام المعلومات لدى الانسان. يهدف هذا الكتاب فيما يهدف إلى دراسة المساهمة النسبية لكل من الرأيين الخاصيين بالوسائط المتعددة.
الجدول (1-1) ثلاث آراء للوسائط المتعددة
الوجه
التعريف
مثال
وسائل التقديم
وسيلتي تقديم أو أكثر
شاشة الحاسوب ومكبرات الصوت، جهاز اسقاط وصوت المحاضر
أساليب العرض
تمثيلات لفظية وتصويرية
نص على الشاشة مع سرد، نص مطبوع ورسومات
الأجهزة الحسية
حاستي السمع والبصر
سرد ورسوم متحركة، محاضرة وشفافيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شرح إنشاء وبناء برمجية تعليمية

شرح إنشاء وبناء برمجية تعليمية باستخدام برنامج باوربوينت نموذج لبرمجية تعليمية   لتحميل نموذج البرمجية التعليمية